بقلم دكتورة / أميرة النبراوى
عاشت مع أبيها وأمها طفله مدلله وحيده كل طلباتها اوامر ملكه متوجه علي عرش قلب أبيها قبل ان تأمر تجاب وأصبحت شابه أكثر تدليلا من أبيها فهى قره عينه التي يري بها الكون . إلا أنه أكسبها شخصية قوية احبت أبيها حب غير عادي راته سيد الرجال واروعهم وتستمد قوتها منه . وكبرت البنوته وفجأة يختفى الاب من حياتها بموته .انتهت الدنيا فى عينيها حزنت عليه زمن طويل ، وأصبح كل شئ يدب فيه الروح مصدر الم بالنسبة لها. وتخشي فراقه ولم تعد تتعلق بشيء وتمر السنوات ويراها رجل طيب محترم راقي يشعرها بالحب والآمان وتتزوج الفتاه ورغم سعادتها يلاحظ الزوج خوفها المرضى من اى كائن حى فأراد أن يبدد ويعالج خوفها وفي صباح يوم مشرق استيقظت لتجد في البيت قط ابيض جميل وعيونه زرقاء وكان عمره حوالي شهر شعرت بالرعب منه في اول وهله والفزع وطلبت ان يبعده عن المنزل فورا وشعرت ان القط يتالم جوعا وعطشا..فوضعت امامه، اناء به لبن واخر ماء وهدأ القط وبدا ينظر لها وشدتها نظراته كأنه يتوسل الا تتركه وطلبت من زوجها تركه في المنزل وبدات تقرا عن نوعه وكيفيه الاهتمام به. واكله وتطعيماته وأطلقت علي القط اسم وايت ، حفظ القط اسمه بسرعه غريبه وبدات علاقه حب غريبه بل احساس مسؤليه .
وأصبح وايت ليس مجرد قط صديقتي الغاليه بل أحد أفراد الأسرة ومحور اهتمامها اليومى وكبر وايت بين اسره عشقته وأعطته الحب والاهتمام واهدى لهم السعاده الحقيقيه في تفاصيل اليوم كله ورغم مجهود الرعاية به وإعداد الطعام إلا أن حب وايت ومع العشره الجميلة جعله شعور بالعطاء المتبادل .وقمه الشكر الجلوس واللعب تحت قدم سيدته والنظر لها بعيون معبره عن الامتنان وكان السفر للمصيف اصعب الاشياء لصديقتي لا تريد البعد عن قطها .وتخشى عليه من السرقه أو يجرى بعيدا وكأنه طفل صغير تخاف عليه. وتحول حب وايت لخوف عليه من العالم الخارجي فهو امير قلوب الاسره الجميله وطفلهم المدلل المصرح له بكل شيء لعب وقفز وتعلق بالمفروشات وشدها وصديقتي تسعد بكل حركه ولا تعنفه مهما عمل انه الحب . وفي يوم اتحدث لصديقتي اسمع صوتها حزينا بسبب مرض وايت وذهبت به للطبيب واستمر فتره في العلاج ومن داخلي شعرت بخوف عليها لتعلقها به وقلقها الشديد مع كل حقنه مضاد وتمر الايام ببطء ويبدأ في التحسن وتعود الابتسامة للمنزل ويعود كل إلى عمله ودراسته وصديقتى معه في المنزل تسهر وتلاحظ وبعد شهر من عوده الاشراق بالشفاء يبقى تحت رجلها وينظر إليها طويلا وكأنه يحتويها بصورتها وحنانها ويزداد وقوفه أمام غرفتها صباحا حين تتاخر في النوم ويجلس وهى تشرب القهوه ناظرا لها وكأنه يشم رائحتها وفي يوم تحدثنى والدموع تنهمر وتقول لى وايت مات وكان قلبها يتمزق من الحزن و الفراق وكانه قطعه منها معه ذكريات جميله وحوارات .. وأشدد من ازرها وتقول لي وايت ليس قط بل روح طيبه سكنت فيه وسكن فيها واسعدتها على مدار خمسة أعوام وأكثر ببساطة اروع لحظات عمرها هو من اعاد لها روحها المفقوده وتبقى المشاعر الصادقه بين الحيوان والانسان الاروع والاجمل لانها الاصدق ربي اسعد قلب صديقتي وانسها الحزن وابدلها فرحا………..
