كتب / رضا اللبان
لص خبيث لبس ملابس شيخ جليل ووضع مساحيق التجميل حتى نوّر وجهه ودخل إلى محل ذهب!
وحين رأى الصائغ الشيخ الجليل ووجهه يشع نورا أحسّ بالهيبه والوقار .
الصائغ : تفضل يا شيخنا بارك الله فيك!
الحرامي:أنا عملك الصالح يا ولدي! ضحك الصائغ وقال: ماذا تقول يا شيخ؟! صحيح أن وجهك يشع نورا ولكنك تبالغ !
وفي هذه الأثناء دخلت عروس وخطيبها ليشتروا ذهبا فاختاروا بعضا من قطع الذهب فطلب لهم الصائغ مشروبا وقال: تفضلوا بالجلوس حتى أقوم بوزن الذهب وأكتب الفاتورة!.
تفاجأ الصائغ بالعروس تجلس فوق الشيخ على ذات الكرسي!
فَقال الصائغ: انتبهي يا أختي فأنتِ تجلسين على حجر الشيخ!.
قالت الفتاه باستغراب :أي شيخ يا رجل وأين هو؟! هل أنت مجنون؟!
فصمت الصائغ وقام بوزن الذهب وأخذ النقود بدهشة كبيرة .
قال الشيخ للصائغ: يا بني أنت فقط من تراني وتسمعني وباقي الناس لا تستطيع ذلك لأنني أنا -كما أخبرتك- عملك الصالح!
يا بني انا لا أريد منك شيئا ولولا استقامتك وإيمانك لما استطعت أن تراني، وخذ هذه القطعة من القماش امسح بها وجهك حتى يزيد رزقك وتحل البركه فيه!.
فأخذ الصائغ قطعة القماش بكل قدسية ووقار وقبلها وشمها ومسح بها وجهه، فأغمي عليه في الحال، فقام الشيخ المزعوم بسرقة المحل عن بكرة أبيه وغادر .
وفي أحد الأيام وبعد أربع سنوات جاءت سيارة شرطة ومعهم الشيخ المزعوم مكبلا بالأغلال إلى دكان الصائغ، فطار الرجل من الفرحة وأخذ يشكر الشرطة الذين طلبوا من الصائغ إجراء (تمثيل الجريمة)، بعد أن وزع القوة المسلحة وقال للص: هذا محل الصائغ اشرح لنا كيف تمت عملية السرقة؟.
فقال: يا سيدي دخلت على الصائغ وجلست هنا وقلت له أنا عملك الصالح وشرح كل القصة ولما وصل عند قطعة القماش قال الضابط: وكيف فعلت بالضبط؟ قم بتمثيل جريمتك تماما!.
وقف الصائغ مقابل اللص وقام بإعطائه قطعة القماش، ومرة أخرى مسح الصائغ وجهه فدخل في غيبوبة كما في المرة السابقة، فَقام الشيخ المزعوم ورفاقه المتنكرين بملابس رجال الشرطة المحتالين بسرقة المحل مجددا !