كتب / رضا اللبان
يحكى أن إمرأتين دخلتا على القاضي إبن أبي ليلى و كان قاضياً معروفاً له شهرته في زمنه …
قال القاضي من تبدأ ؟
قالت إحداهن : إبدئي أنتِ
فقالت : أيها القاضي –
مات أبي و هذه عمتي ،
أقول لها يا أمي لأنها ربتني ،
و كفلتني حتى كبرت !
قال القاضي : و بعد ذلك ؟
قالت : جاء إبن عم لي فخطبني منها فزوجتني إياه ،
و كانت عندها بنت فكبرت البنت ، و عرضت عمتي إبنتها على زوجي لتزوجه إياها بعد ما رأت بعد ثلاث سنوات من طيب خلق زوجي ،
فزينت إبنتها لزوجي ليراها ،
فلما رآها أعجبته ،
قالت له العمة : أزوجك إياها على شرط واحد ،
أن تجعل أمر زوجتك الأولى إبنة أخي – إليّ ،
فوافق زوجي على الشرط !
و في يوم زفاف إبنة عمتي جاءتني عمتي و قالت :
إن زوجك قد تزوج إبنتي وجعل أمرك بيدي …
فأنتي طالق !!!
فأصبحت أنا بين ليلة و ضحاها مطلقة . !
وبعد مدة من الزمن ليست ببعيدة جاء زوج عمتي من سفر طويل ،
فقلت له يا زوج عمتي : هل تتزوجني ؟
و كان زوج عمتي شاعراً كبيراً ،
فوافق زوج عمتي و قلت له لكن بشرط أن تجعل أمر عمتي إلي !
فوافق زوج عمتي على الشرط ،
فأرسلت لعمتي و قلت لها : قد جعل أمرك إليّ !
فأنتي طالق ،
ثم تزوجته .
فأصبحت عمتي مطلقة ،
و واحدة بواحدة أطال الله عمرك أيها القاضي !
فوقف القاضي عندما سمع الكلام من هول ما حدث
و قال يا الله !
فقالت : إجلس أيها القاضي فإن القصة ما بدأت بعد !
فقال لها : أكملي يا امرأة ،
قالت : و بعد مدة مات هذا الرجل الشاعر فجاءت عمتي تطالب بالميراث من زوجي الذي هو طليقها ،
فقلت لها هذا زوجي فما علاقتك أنت بالميراث ؟
وعند إنقضاء عدتي بعد موت زوجي جاءت عمتي بإبنتها وزوج إبنتها الذي هو زوجي الأول ، و كان قد طلقني و تزوج إبنة عمتي ليحكم بيننا في أمر الميراث ، فلما رآني تذكر أيامه الخوالي معي وحن إليّ ،
فقلت له : تعيدني لعصمتك ؟
فقال : نعم
فقلت له بشرط أن تجعل أمر زوجتك إبنة عمتي إلي !
فوافق ،
فقلت لإبنة عمتي أنت طالق !
فوضع القاضي يده على رأسه و قال :
أين السؤال ؟
فقالت العمة : أليس من الحرام أيها القاضي أن نُطلّق أنا و إبنتي ثم تأخذ هذه المرأة الزوجين و الميراث ؟
فقال القاضي :و الله لا أرى في ذلك حرمة !
و ما الحرام في رجل تزوج مرتين وطلق و أعطى و كالة ؟
بعد ذلك ذهب القاضي إلى الوالي و حكى له القصة ،
فضحك حتى تخبطت قدماه في الأرض …
و قال : قاتل الله هذه العجوز ….
من حفر حفرة لأخيه و قع فيها …
و أما هذه العجوز حفرت بحرآ و وقعت فيه …
فكم من حفار حولنا يحفرون لنا الحفر …
فمنهم من وقع في حفرته التي حفر ،
ومنهم من ينتظر ،
وما بدلوا عن حقدهم تبديلا .
و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .
.