عاجل

السيسي يلقى خطاب مهم يوم الثلاثاء
# وجع
مكملات غذائية للوقاية من أمراض خطيرة
لواء مصري يعلق على جدية ماكرون إرسال قوات لأوكرانيا للقتال ضد روسيا
كتائب “القسام” تعلن أنها فجرت منزلا تم تفخيخه بقوة إسرائيلية وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح
بعد الفشل فى تدمير حماس وتحرير المحتجزين.. انقسامات عنيفة تضرب إسرائيل
# وداد حمدي في ذكراها …
صحيفة أمريكية تكشف سبب قطع العلاقة بين نجم هوليوود توم كروز وعارضة الأزياء الروسية إلسينا خيروفا.
الجيش السوداني يسيطر بشكل كامل على أم درمان القديمة بعد معارك طاحنه
مصر الدكتور حسام موافي : الغباء ظاهرة ليس لها حل
الرئيس محمود عباس وافق على الحكومة الفلسطينية التي ستؤدي اليمين الدستورية أمامه
خطه عاجلة لحل أزمة محمد صلاح قائد الفراعنة وحسام حسن مدرب منتخب مصر
الشيخ علي جمعة : الإنسان يسأل  نفسه “هو ربنا بيحبني ولا لا
مصر : إنشاء ميناء بحري جديد في طابا وإسرائيل تترقب
مصر تسجل أقل معدل للنمو السكاني منذ 50 عاما

دور الإعلام فى بناء الشخصية المصرية

بقلم / فاروق جويدة

يعطى الرئيس عبدالفتاح السيسي أهمية خاصة ل دور الإعلام فى بناء الشخصية المصرية ، وكثيرا ما وضع قضية بناء الإنسان فى أولويات بناء الدولة، ولكن للأسف الشديد مؤسسات الدولة المسئولة لم تستطع حتى الآن أن تضع أهدافًا وبرامج مدروسة لكل القضايا التي تتعلق ببناء الإنسان المصرى ثقافة وفكرًا ووعيًا..
كان الإعلام ومازال يتصدر أهم وأخطر الجوانب التى لم تضع نفسها فى السياق السليم فما زال حتى الآن عاجزا عن القيام بما ينبغى أن يقوم به رغم كل الإجراءات الإدارية والمالية والمهنية التى تناولت قضية الإعلام بكل التفاصيل فيها.. وفى الفترة الأخيرة أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى عدة قرارات لإعادة تشكيل منظومة الإعلام المصرى فى صورة جديدة جمعت عددا كبيرا من الخبرات الإعلامية الشابة من أجل أن يسترد الإعلام المصرى قدراته ودوره ومسئولياته.
> إن كل ما يقال عن جوانب القصور فى الإعلام المصرى الواجهة والدور ليس جديدًا؛ لأن ملف الإعلام من أكثر الملفات التى تم تداولها بين مؤسسات الدولة وأصبحت معروفة للجميع ولكى يستعيد الإعلام المصرى مسئولياته لابد أولاً أن نراجع جوانب القصور فيه.
> رغم كل ما تملكه مصر من قوة إعلامية ضاربة؛ سواء ما تملكه الدولة أو القطاع الخاص فإن هذه المنظومة لم تحدد أهدافها فى يوم من الأيام؛ بل إنها كثيراً ما تعارضت فى الأهداف والقضايا، فقد أهملت الدولة إعلامها الحكومى وتركته يعاني ما بين الإفلاس والإهمال وغياب الهدف لا أحد يعرف ديون ماسبيرو، ولكنها الآن بالبلايين، ولا أحد يعلم ما وصلت إليه الصحافة القومية وهى القوة والسند للدولة المصرية، ومضى الإعلام المصرى ما بين التخبط والعشوائية فى الفكر والهدف، وكانت النتيجة ما نراه الآن حيث غابت القضايا الحقيقية التي يعيشها المجتمع، وتسطحت عقول الناس حتى وصلت إلى درجة من البلاهة والسذاجة، وأكبر دليل على ذلك ما حدث فى محنة كورونا أمام غياب الوعى والهمجية وغياب المسئولية..
فى الوقت الذى تراجع فيه إعلام الدولة فى ماسبيرو أمام نقص الإمكانات وغياب الرؤى كان القطاع الخاص يستنزف آخر ما بقي من قدرات إعلام الدولة الرسمي، وللأسف الشديد إن الإعلام الخاص كانت له أهداف واضحة ومحددة فى أن يكون مصدراً للربح وترويج ما يملك من أساليب التجارة؛ بحيث تحولت شاشاته إلى مواقع تجارية للإعلانات والبيع والشراء وتبادل المصالح مع مؤسسات الدولة، ثم كانت تجارة المسلسلات وهى من أسوأ سقطات تجارة الإعلام أمام كل ما حملت من مظاهر الإسفاف وغياب المسئولية.
> إن الدولة استبدلت بإعلامها الرسمى الذى تنفق عليه وتعرف مساره من عشرات السنين بدائل أخرى لم تخضع لما ينبغي من الدراسات والبرامج والأهداف؛ بل إنها سطت على رصيد ما يملك الإعلام الرسمى من الأعمال التاريخية ذات القيمة؛ خاصة المسلسلات وحاولت أن تملأ الفراغ، ولكن البدائل كانت دون المستوى فى برامج خاصة بالفنانين وكتاب المناسبات.
ثم كانت لعبة الإنتاج وقد خضعت لمجاملات كثيرة أبعدت البعض وفتحت الأبواب لمواهب ضعيفة، وقد أنفقت الدولة أموالا باهظة على المشروعات الجديدة التى عجزت عن تعويض إعلام الدولة أو إضافة إنجازات جديدة.
> تدخلت أسباب كثيرة ما بين السياسة والفكر؛ حين تم تهميش أسماء كثيرة من رموز مصر فى الفنون والآداب والإبداع وظهرت موجات جديدة للفن الهابط والفكر المنحرف ووجدت هذه الأسماء من يروج لها ويحتضن أعمالها ويدفع لها الملايين.
وكانت أسواق المسلسلات والبرامج التافهة والفن الرخيص من أكثر المجالات التى شهدت تحولات كثيرة فى الذوق المصرى، ولم يكن غريبا أن تنتشر المخدرات فى الأعمال الفنية وجرائم القتل والاغتصاب.
ولاشك أن الإعلام المصرى كان شريكًا فى كل هذه الأمراض الاجتماعية التى انتشرت بين الشباب فلا يخلو مسلسل من جلسات المخدرات ومشاهد الخيانة وتشويه الشارع المصرى بكل طبقاته..
> من أخطر مظاهر الخلل فى الإعلام المصرى هو إقصاء أفكار ومواقف كثيرة وتقسيم الناس إلى قسمين مع وضد وللأسف الشديد أن عملية الإقصاء تناولت رموزا كثيرة وأبعدت قامات من أهم ما تملك مصر من القدرات.
وفى رمضان الماضى لفت نظرى غياب كوكبة المقرئين العظام والاكتفاء باثنين من الشباب، وتم إبعاد أسماء كثيرة من العلماء الأجلاء واقتصر الأمر على عدد محدد من الأسماء المكررة، وقبل ذلك كله فلا يوجد برنامج ثقافي أو فكري أو إبداعي أو دينى واحد على كل شاشات الإعلام المصرى الخاص والعام.. هل يعقل أن مصر الثقافة ليس لديها برنامج ثقافى واحد يخاطب عقل هذا الشعب ويطهره من الخزعبلات والسطحية والهشاشة..
لقد استغنى الإعلام المصرى عن كثير من رموزه في الفن والإبداع وللأسف الشديد أننا استبدلنا بالغالي الرخيص.
> بقدر اعتزازى بفتح الفرص أمام الشباب فنانين ومبدعين، فإن الاختيارات فى أحيان كثيرة دون المستوى.. هناك منافسة بين مطربى الشوارع على من يكون أكثر إسفافًا، وهناك من كتاب الدراما من يكون أكثر عددًا فى الجرائم والمخدرات.
كنت أتحدث مع مسئول رفيع أقدره وأحترمه قال لا يعقل الصورة القبيحة التى تقدم بها المرأة المصرية على الشاشات الآن! والعالم يسأل هل هذه المرأة المصرية المكافحة والصابرة أم الشهيد؟! نحن نسىء لأنفسنا وبناتنا وزوجاتنا وأمهاتنا.
> لا أريد أن أذكر الأسماء، ولكن رموز الكتابة المصرية الآن فى بيوتهم، لا أحد يطلب منهم شيئًا؛ لأن الممثل يجمع حوله فريق العمل ويكتب ما يريد، أما الأسماء التى صنعت تاريخ الدراما المصرية فهى غير مطلوبة وهذا إجحاف كبير..
منذ سنوات اختفت عن الشاشات أسماء الرموز الحقيقية للإبداع المصرى وحلت مكانها عناكب غريبة فى الغناء والدراما.
> من أسوأ ما تعرض له الإعلام المصرى احتكار الإنتاج؛ بحيث يسيطر الآن على سوق الإنتاج أسماء وشركات معينة يغلب عليها منطق الربح والتجارة، وهذه الأسماء سيطرت على السينما وقدمت أسوأ النماذج فيها ثم احتكرت الدراما، وهى الآن ليست أقل إسفافًا من السينما وفى كل عام يتراجع مستوى الأعمال حتى وصلت إلى أسواق الجريمة والمخدرات والاغتصاب.
> لا نستطيع أن ننكر أن دور الإعلام المصرى قد تراجع عربيا ودوليا؛ بل إن المشاهد المصرى لم يعد حريصا على أن يشاهد البرامج الساذجة والمشوهة التي لا تنمي وعيا ولا تحمل قيمة.. نحن أمام فقرات مكررة بالألفاظ نفسها والقضية نفسها والحوار والضيوف أنفسهم، وكانت النتيجة أن المشاهد يبحث عن أشياء بديلة وهي كاذبة ومغرضة في كل الأحوال.
إن الإعلام المصرى فى حاجة لأن يغير شاشاته وحواراته وسذاجته وسطحية أفكاره، وهذا يحتاج إلى مواهب حقيقية يتخلص فيها من أمراض مزمنة جاء الوقت للتطهر منها..
إن الرئيس عبدالفتاح السيسي يطالب الإعلام بأن يقوم بدوره فى بناء الإنسان المصرى، ولأن الظواهر واضحة والخلل معروف والقصور له شواهده، كانت القرارات الأخيرة لإعادة تنظيم منظومة الإعلام المصري.
> هناك كلمة حق يجب أن تقال للصديق العزيز كاتبنا الكبير مكرم محمد أحمد إن الرجل اختار أن يقوم بدور صعب لإنقاذ الإعلام المصرى من كل ما يعانيه من السلبيات، ولقد خاطر الرجل وهو فى هذه السن، واستطاع أن يقدم ما يقدر عليه أمام ظروف وملابسات صعبة، وقد أدى دوره فى حدود ما أتيح له من الصلاحيات والإمكانات والظروف أمام واقع مرتبك تنقصه الشفافية وحسن النيات.
> لاشك أن الصديق الأستاذ كرم جبر–المسئول الجديد عن المنظومة الآن–قد استوعب كل الظروف التى يعيشها الوسط الإعلامى وهو رجل لديه خبرة واسعة فى العمل الصحفى ويدرك كل أمراضه وما يعانيه اقتصاديا ومهنيا وإداريا، المهم أن يجد الدعم أولا من الدولة والمؤسسات الصحفية والعاملين فيها؛ لأن الإعلام المصرى يعانى محنة كبيرة تحتاج إلى جميع الأيدى لإنقاذ السفينة.
> أما وزير الإعلام الصديق أسامة هيكل، فإنه يستطيع أن يعيد للإعلام المصرى هيبته وتأثيره ودوره، وينبغى ألاّ يقتصر ذلك على مبنى ماسبيرو أو قناة هنا أو قناة هناك؛ إن مسئولية وزير الإعلام أن يكون مسئولا عن إعلام مصر الخاص فيه والعام،إعلامنا المشوش داخليا والسطحى فى كثير من رؤاه والغائب تمامًا خارجيا وعربيا بل محليا، وأن يعيد الحوار الحقيقى إلى إعلام مصر من خلال الصراحة والوضوح والخلاف فى الرأي.. إن أسامة هيكل يعرف أزمات الصحافة المصرية وخطايا الإعلام الخاص، وعليه أن يعيد النظر فى أبواق كثيرة لا أحد يعرف مصادرها ومن ينفق عليها.
إن هيكل الآن يقود فريقًا من الإعلاميين والكتاب والإداريين ولديهم خبرات واسعة؛ المهندس عبدالصادق الشوربجى وحسين زين وكتيبة من الشباب الواعد، والمطلوب شيء من الجدية والشفافية والفكر.

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net
موقع الرسالة العربية