عاجل

صدمة في إسرائيل بسبب السنوار يخرج من الأنفاق لتفقد القتال.
# ليلى مراد وأم كلثوم
“نقاش سري في تل أبيب”.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو
خبراء يفسرون لـCNN أسباب خسارة البورصة المصرية 5 مليارات دولار في أسبوع
لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة
روسيا تستخدم الفيتو على مشروع القرار الأمريكي والياباني حول منع نشر أسلحة دمار شامل في الفضاء
الأحلام تتبدد.. ليفربول يتعرض لهزيمة ثقيلة أمام جاره اللدود إيفرتون 
لأول مرة .. مفاوضات روسية أوكرانية مباشرة بوساطة قطرية
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يزرو العاصمة المصرية لبحث اجتياح جيش الاحتلال لمدينة رفح
أم كلثوم شدت بألحان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب عشر أغنيات
تبادل إطلاق نار كثيف بين إسرائيل وحزب الله
قرارات مصرية هامة لمشروع رأس الحكمة الإماراتي
برعاية وزيرة الثقافة : احتفالية غنائية ضخمة للأوبرا بمناسبة أعياد تحرير سيناء
هجوم إسرائيلي على عالم مصري مشهور
” بالأدلة”.. فوائد ممارسة العادة السرية للرجال!

حجر رشيد أعظم كشف أثرى في تاريخ مصر

كتب / رضا اللبان

لو سألنا بعض الاشخاص عن اعظم كشف اثرى فى تاريخ مصر لكانت الاجابات مختلفة ولكن اكثرهم معرفة ستكون اجابتهم بلا تردد حجر رشيد وسبب ذلك فك رموز الكتابة المصرية عن طريقه ,فلم يكن من الممكن معرفة ما سجله المصريون القدماء على جدران مقابرهم ومعابدهم ومسلاتهم وعلى تماثيلهم وفى مخطوطاتهم لولا اكتشاف حجر رشيد وفك رموزه .

ولكى نفهم ذلك فأننا لو نظرنا على أي شيء مكتوب بالكتابة المصرية القديمة فهل سنتمكن من فهمها ؟ بالطبع الاجابة ستكون لا .

لو كان الجميع يجهلون الكتابة المصرية القديمة لكنا لازلنا جاهلين بمعارفهم وعلومهم ولكان ظهر من يفسرون منشآت الفراعنة بحسب اجتهاد المجتهدين وهو ما حدث بالفعل من المؤرخين الاغريق والرومان فقد قاموا بتفسير ما على منشئات الفراعنة تبعا لاجتهادهم دون اساس علمي صحيح وسموا الملوك بأسماء اسطورية ونسبوا لهم اعمال اسطورية ولكن كان اكتشاف حجر رشيد هو مفتاح معرفتنا بالكتابة المصرية القديمة .

ما هي اشكال الكتابة المصرية القديمة ؟

مثلما نكتب اللغة العربية بخطوط مختلفة مثل الرقعة والنسخ والثلث والكوفي والفارسي وغيرها ,كانت الكتابة المصرية القديمة تكتب بعدة خطوط وبالتحديد ثلاث خطوط هي:

  • الخط الهيروغليفي وهى كلمة يونانية تعنى الخط المقدس وكان هذا الخط يستخدم فى الكتابة على جدران المعابد وغيرها ,وكان لا يجيده الا الكهنة وقد انقرضت المعرفة به فى العصر الروماني.
  • الخط الهيراطيقى وهى كلمة يونانية تعنى خط رجال الدين وكان هذا الخط ابسط من الخط الهيروغليفي وكما يدل اسمه كان استخدامه قاصر على رجال الدين الذين كانوا يستخدمونه فى كتاباتهم الدينية.
  • الخط الثالث وهو الخط الديموطيقى وهى ايضا كلمة يونانية تعنى الخط الشعبي وقد كان هذا الخط ابسط من الخطين السابقين وهو الخط الذى كان يتعامل به ابناء الشعب المصري فى حياتهم اليومية .

    وصف حجر رشيد

    هو لوحة مصنوعة من حجر الجرانود يوريت الاسود ,وابعادها الارتفاع 113سم,العرض75سم,السمك27,5سم وقد فقدت منه اجزاء من اعلاه واسفله وقد كتب عليه نص واحد بثلاثة خطوط وهى كالاتي :

    • فى الاعلى بالكتابة الهيروغليفية وقد فقد اغلب هذا الجزء.
    • فى الوسط النص بالكتابة الديموطيقية.
    • فى الاسفل النص بالكتابة الاغريقية (اليونانية)وقد فقد جزء بسيط من هذا الجزء.

      ما هو الغرض من نقش حجر رشيد؟

      لكى نعرف سر نقش حجر رشيد نعود الى مصر فى عهد البطالمة وبالتحديد فى عهد الملك بطليموس الخامس (ابيفانس) والذى اراد ان يتقرب الى المصريين الذين حكمهم من سبقه من ملوك البطالمة بالحديد والنار مما ادى لقيام المصريون ضدهم بالعديد من الثورات فاراد هو ان يثبت ملكه بالتقرب الى المصريين وكان اول ما بدا به هو ان توج فى معبد بتاح بمنف على الطريقة المصرية القديمة ,وكان اول ملك بطلمى يفعل ذلك ثم اراد ان يأخذ خطوة اكبر فانتهز فرصة اجتماع الكهنة فى منف فى حفل اقيم على شرفه واصدر مرسوم منف الذى يتضمن اعفاء الكهنة من العديد من الخدمات الحكومية ومنح العديد من الهبات الملكية للمعابد.

      ولذلك اراد الكهنة تكريمه وتخليد هذا المرسوم فنقشوه على حجر الجرانويوريت (البازلت) الاسود, وقد اراد الكهنة ان يعلم كل من فى مصر بما فى هذا المرسوم فكتبوه فى اعلى اللوحة بالهيروغليفية وذلك من اجل الكهنة المصريين وفى الوسط بالديموطيقية حتى يفهمه عامة الشعب وفى الجزء السفلى باللغة الاغريقية التي كانت لغة الملوك البطالمة وباقي الطبقة الحاكمة وذلك حتى يعرف الاغريق الاعفاءات والامتيازات التي منحها الملك بطليموس الخامس للمعابد والكهنة .

      كيف تم العثور على حجر رشيد؟

      تم العصور على حجر رشيد فى اغسطس سنة 1799وكان ذلك اثناء الحملة الفرنسية على مصر عندما كان الضابط المهندس الفرنسي بيير فرانسوا كسافييه بوشار يقوم ببعض التحصينات والاستحكامات فى قلعة رشيد فاكتشف وجوده مستخدما فى بناء احد الحوائط القديمة فابلغ الحاكم الفرنسي لمدينة رشيد فى ذلك الوقت (الجنرال مينو)الذى اصدر اوامره بنقله الى مدينة الاسكندرية ومن هناك تم نقله الى دار المجمع العلمي الذى انشاه الفرنسيون فى مدينة القاهرة .

      وقد اعلنت الصحيفة التي كانت تصدرها الحملة الفرنسية فى مصر وهى جريدة (لاكورييه ديجبت)خبر هذه الاكتشاف وتساءلت عما اذا كان هذا الأكتشاف سوف يساعد فى حل رموز الكتابة المصرية القديمة وكان هذا السؤال نبوءة تحققت بعد ثلاثة وعشرون عام ,وعند خروج الحملة الفرنسية من مصر سنة 1801م حاولوا اخذ حجر رشيد معهم الا ان قائد القوات البريطانية فى مصر فى ذلك الوقت الجنرال هتشنسون تمسك بتسليم الفرنسيون الحجر اليهم طبقا لمعاهدة الاسكندرية الموقعة فى 31 اغسطس 1801م بين الفرنسيين والبريطانيون والعثمانيون فأخذه البريطانيون فى سنة 1802م الى مدينة لندن عاصمتهم ليوضع فى المتحف البريطاني وما زال هناك حتى تاريخ كتابة هذه السطور .

      كيف تم فك رموز حجر رشيد؟

      بعد العثور على حجر رشيد حاول العديد والعديد من العلماء فك رموزه الى ان تمكن شامبليون من ذلك ومن هؤلاء العلماء :

      -سلفستر دى ساس والعالم اكربلاد والذى حاول فك رموز حجر رشيد اعتبارا من سنة 1802م ولكن جهودهما لم تنجح سوى فى قراءة خرطوش بطليموس.

      -العالم الإنجليزي الشهير توماس بونج والذى بدا فى دراسة الحجر اعتبارا من سنة1814م وكانت دراسته منصبة على القسم الهيروغليفى فيه وكان يعلم من الدراسات التي اجراها من سبقه من العلماء ان اسماء الملوك فى مصر القديمة كانت توضع داخل علامات بيضاوية او أسطوانية اطلق عليها اسم الخراطيش( لشبهها بشكل الخرطوش),وقد تمكن من ترتيب العلامات المكونة لاسم بطليموس ولكنه لم يتمكن من معرفة الحروف الصوتية المكونة لهذا الاسم ولا لغيره.

      دور شامبليون فى حل رموز حجر رشيد

    • اما البطل الذى استطاع بجهوده المضنية فك رموز حجر رشيد فكان العالم الفرنسي الشاب جان فرانسوا شامبليون (1790-1832)وقد كان شامبليون استاذ للتاريخ فى جامعة جرينوبل الفرنسية وقد كان هدف حياته الذى يحلم بتحقيقه هو فك رموز الكتابة المصرية القديمة وبدا من معرفته ان الاسماء الاغريقية لا بد وان تكتب بحروف مصرية ,ثم توصل الى ان الكتابة المصرية القديمة تكتب بثلاثة اشكال او خطوط ,الخطوة التي تلى ذلك انه لاحظ ان الاشارات الهيروغليفية الموجودة على حجر رشيد واستنتج من ذلك ان كل اشارة هيروغليفية لا تمثل كلمة او فكرة .وبعد ذلك اخذ يدرس فى الخراطيش الملكية فبدأ بالخراطيش الملكية الموجودة على حجر رشيد حتى وصلته نسخة لخرطوشين اخريين فى عام 1822 كانا منقوشين على مسلة صغيرة موجودة فى معابد جزيرة فيلة كان مكتوب على قاعدتها اهداء باللغة الاغريقية باسم بطليموس وكليوباترا ,,واستنتج ان احدهما يمثل خرطوش بطليموس لأنه يطابق الخرطوش الموجود على حجر رشيد ولذلك فان الخرطوش الثاني هو خرطوش كليوباترا ووجد ان هناك بعض الحروف المشتركة بين الاسمين وهى حروف (ب-ت-ل-و-ي)كما استنتج من ذلك وجود حروف صوتية ,واستطاع بتطبيق هذه الحروف الابجدية ان يتوصل لقراءة 79 خرطوش للملوك البطالمة والاباطرة الرومان وعرف من خلالها حروف جديدة .

      وقد ارسل الى امين سر المجمع العلمي الفرنسي يبلغه فيه بهذه النتيجة ويخبره فيه بثقته من نجاحه فى قراءة خراطيش الفراعنة كما قرأ خراطيش البطالمة والرومان ,وبالفعل وصلته خراطيش من معابد اقدم من عهد البطالمة فرأى فى احداها اشارتين مقوستين كل اشارة فيها تساوى الحرف الاخير من اسم بطليموس (حرف السين)اما فى اوله فيوجد قرص مستدير وهو يرمز للشمس وينطق عند المصريين رع وفى الوسط اشارة موجودة على حجر رشيد تقابل فى الاغريقية يوم الولادة واستنتج انها ليست حرف وانما كلمة تساوى الكلمة القبطية مس أي يلد او طفل وعندما رتب هذه العلامات مع بعضها اصبحت( رع-مس-سس) أي رعمسيس وهو اسم قد ذكره العديد من المؤرخون, وقد استطاع شامبليون قراءته ومعرفة معناه وهو ابن رع ,وقد استطاع بنفس الطريقة قراءة خرطوش تحتمس .

      وهكذا تمكن شامبليون من تجاوز خطأ العلماء الذين سبقوه والذين كانوا يتصورون ان الكتابة المصرية هي اما علامات تصويرية بأكملها او حروف صوتية بأكملها وقد اثبت شامبليون ان الكتابة المصرية القديمة مركبة من اشارات تصويرية وحروف صوتية .

      وقد ساعده ذلك الاكتشاف فى وضع قاموس واجرومية للغة الهيروغليفية ثم سافر الى مصر حيث قام فيها بسياحة جمع فيها نقوش كثيرة ونشرها فى كتابه اثار مصر وبلاد النوبة ثم عاد الى فرنسا ولكنه توفى فى سنة 1832م فى ريعان شبابه بعد ان اعطانا المفتاح الذى تمكنا به من قراءة الكتابة المصرية القديمة وفهمها .

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net
موقع الرسالة العربية