عاجل

تبادل إطلاق نار كثيف بين إسرائيل وحزب الله
قرارات مصرية هامة لمشروع رأس الحكمة الإماراتي
برعاية وزيرة الثقافة : احتفالية غنائية ضخمة للأوبرا بمناسبة أعياد تحرير سيناء
هجوم إسرائيلي على عالم مصري مشهور
” بالأدلة”.. فوائد ممارسة العادة السرية للرجال!
مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
“بالضغط على مصر”.. استعدادات إسرائيلية لاجتياح رفح
ليفربول أمام تحد كبير الليلة في “ديربي ميرسيسايد”.. الموعد والتشكيلة والقنوات الناقلة
السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعام 2023
اكتشاف جديد لناسا غازا على كوكب المريخ “تنتجه كائنات حية على الأرض
سفير تركيا لدى القاهرة : الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيزور أنقرة قريبا.
محمد صلاح يتدرب وسط أنغام أغنية “شمندورة”، وهي أغنية شهيرة لمواطنه المطرب الشهير محمد منير
أولاد الناس” في العصر المملوكي و#أصل_الحكاية !!
الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية التي عثر عليها في مجمع الشفاء ومجمع ناصر الطبي
الناطق باسم كتائب القسام يتعهد بمواصلة القتال ضد الجيش الإسرائيلي بعد مرور 200 يوم على اندلاع الحرب في غزة

رؤيا تتحقق بعد خمسين عاما!!!!!

كتب  /  رضا اللبان

قصة واقعية وعجيبة نقلتها مجلة حراء العدد السابع ، يونيو 2007

القصة حدثت في بلاد القوقاز الإسلامية بعد انهيار الإتحاد السوفيتي وإنتهاء الحكم الشيوعي .

سافر إلى تلك الديار الإسلامية أحد الشباب للدعوة إلى الإسلام وبناء مدرسة لتعليم القرآن الكريم والتعاليم الإسلامية التي دمرها وازالها الشيوعيين الملاحده أثناء حكمهم لبلاد المسلمين في القوقاز .

وصل الأستاذ عاصم إلى بلاد القوقاز في ذروة أيام الشتاء القارس والثلوج متساقطة بغزارة والبرد شديد لا يكاد يطاق .

سكن في فندق متواضع ، أطل من شرفة الفندق يتأمل ملامح هذه البلاد التي كانت يوما عامرة بعزة الإسلام وأهله …

تماثيل ( لينين ) وبقية رموز الماركسية مزروعة في كل مكان تؤكد على إكتساح العقيدة الشيوعية الإلحادية لهوية وثقافة هذا الشعب المسلم المقهور في بلده الإسلامي العظيم .

كان هذا الشاب شعلة إيمانية ، ونشاط كبير وثقة بالله بتغيير هذا الواقع الذي صار إليه هذا الشعب المسلم .

كان ذهنه منشغلا بالتفكير كيف السبيل لبناء مدرسة هنا كمنطلق لعودة الهوية والروح الإسلامية لهذا البلد .

عزم على القيام بأول مهمة عمل

وهي زيارة رئيس البلاد .

سأل عن القصر الجمهوري وانطلق إليه ، رفض الجنود والحراس أن يدخلوه المبنى ،

لم ييأس وبعد محاولات وإصرار

شاء الله تعالى أن يسمحوا له بمقابلة الرئيس مباشرة .

استقبله الرئيس استقبالا حسنا ورحب به .. ، فانبسطت أساريره وحل الأمل والسرور في قلبه .

سيدي الرئيس : جئتكم بتحية أخوانكم المسلمين في الأناضول .وقدم لفخامة الرئيس أعظم هدية

( القرآنالكريم)

عندما رأى الرئيس المصحف ترقرقت الدموع في عينيه

وتناوله بأدب وشوق وراح يقبله ، ثم ضمه إلى صدره وقال : أتيتنا بروحنا يا أخي ، أعدت إلينا سراجنا الذي فقدناه منذ عقود .

اذكر يا أخي وأنا طفل صغير كيف أن جدتي كانت تقرأ القرآن خفية .

لا أعرف كيف اشكرك .

ما الذي أتى بك إلى هذه الديار النائية ؟

سيدي : أتيت لأقيم مدرسة لتعليم القرآن الكريم والعلوم .

الرئيس أتيت لوحدك !

الأستاذ عاصم : نعم

نعم سأبدأ بالعمل لوحدي وسيلحق بي أخرون من الأناضول وبقية العالم الإسلامي فيما بعد .

سيدي لقد افترقنا عن بعضنا سبعين عاما

الحمد لله إنتهى الفراق وولت الغربه

حان وقت إقامة ومد الجسور من جديد . وسوف يتسلح اخواننا بالعلم والفضيلة والإيمان بإذن الله تعالى .

الرئيس : وقد بلغ منه التأثر مبلغا

ما أجمل حديثك يا أخي !

أتيت لوحدك من أجلنا وبدون مقابل !

لك كل ماتريد

إفعل ماشئت

وأينما شئت

الأستاذ عاصم : شكرا سيدي

وجزاك الله خيرا .

شرع الأستاذ عاصم بالعمل لإقامة المدرسة في البناية التي خصصها له الرئيس . راح يعمل بكل ما في وسعه من جهد وطاقة يسابق الزمن .

بعد شهر كامل من أعمال التجهيز تم بعون الله تسجيل خمسين طالبا في المدرسة ،

وبدأ التدريس بمباركة ورعاية من الرئيس .

في أحد الأيام دعاه تلميذه إسماعيل أحد طلابه المتميزيين لزيارة أهله في قريته البعيدة .

لم يستطع الأستاذ عاصم أن يرفض الدعوة ولكنه كان متخوفا من شدة البرد .

الأستاذ كيف سنذهب ؟!

إسماعيل : على عربة الجليد يا أستاذي .

كان الثلج والجليد يغمران كل مكان ، والضباب يغطي قمم الجبال ،

شعر الأستاذ بالخوف والقلق ، فالبرد الشديد يكاد أن يجمد يديه وقدميه ولكنه عزم على التوكل على الله وتلبية دعوة تلميذه النجيب إسماعيل

الأستاذ : كم يستغرق الطريق إلى القرية؟

إسماعيل : ساعتين

قلت ساعتين يا إسماعيل !

أنت تقطع كل هذه المسافة يوميا ذهابا وإيابا لتأتي إلى المدرسة ياإسماعيل ؟!

نعم إنها رغبتي ورغبة أهلي ياأستاذي .

ذهب الأستاذ برفقة تلميذه وعندما وصلا للدار كان الأستاذ عاصم يتألم من خدر في رجليه ويديه من شدة البرد ولكنه تحامل على نفسه ولم يظهر أي ألم حتى لا يحرج مضيفيه وتلميذه .

استقبلهم أهل الدار بحفاوة وترحيب بالغ جلست جدة كبيرة السن قبالة الأستاذ عاصم .

الجدة لعاصم : من أين أنت يا بني ؟

الأستاذ من بلاد الأناضول يا أماه .

إسماعيل .. جدتي إنه معلمي الأستاذ عاصم الذي حدثتك عنه .

قربت العجوز المصباح لترى وجهه جيدا .. هذا القادم من بعيد .

تأملت الجدة وجهه وفجاءة تجمدت في مكانها دون حراك ، وارتجفت يداها .

إسماعيل : جدتي ما بك هل أنت بخير !

أمعنت الجدة النظر في وجه الأستاذ مرة ثانية !!!

امتلأت عيناها بالدموع !!!

وتمتمت بتأثر عميق ..

أنا أعرف هذا الوجه ..

انتفض الأستاذ عاصم باستغراب !!!

الجدة : نعم أعرفه

إنه هو … إنه هو … إنه هو ….

أرخى الصمت سدوله على أطراف البيت لحظات … !!!

ثم تحدثت العجوز بتأثر تسترجع الذكريات تخبرهم بمعانات الأهالي أيام الحكم الشيوعي الخبيث .

أول بداية للشيوعيين قاموا بقتل وإبادة جماعية لعدد كبير من المسلمين .

ثم أخرجوا البقية من النساء والشيوخ والأطفال ومن نجى من قراهم ووضعوهم في عربات القطار كالحيوانات نساء” ورجالا” وأطفالا”

وكان البرد قارسا ، والثلج يتساقط بشدة .

تقول الجدة وهي تذرف الدموع مات أهلي وأعمامي وأطفالهم وكثير من الناس أثناء التهجير والنفي .

عشنا في المنفى عيشة صعبة وحياة قاسية .

وعندما كبرت هربت من المنفى حتى وصلت بصعوبة إلى قريتنا ، كانت القرية خراب ، وصلت إلى بيتنا وكنت مرهقة” جدا” ،

فاستغرقت في نوم عميق ،

وإذا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أتاني في المنام .

لا أعرف كيف أصف لكم جماله ،

لم اشبع من النظر إلى وجهه المضيء الكريم ، مسح رأسي بيده الشريفة قائلا : لا تقلقي يا ابنتي

سينتهي هذا الظلم يوما .

فقلت بألم متى يارسول الله ؟

ولماذا لم يأتِ أشقاؤنا المسلمون لمساعدتنا حتى الآن؟

قال إنهم في وضع أسوأ منكم

ومن الصعب عليهم أن يأتوا .

ولكن سوف يأتي أحفادهم يوما ما

وفجأة ظهر شاب إلى جانبه صلى الله عليه وسلم طويل القامة جميل الوجه يشع النور من جميع أطرافه .

فأشار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إليه قائلا :

هذا هو أول من يأتي لمساعدتكم ،

لكنه سيأتي من بلاد حارة فلا يستطيع تحمل برد دياركم .

فأسرعي بنسج جوربين وقفازين وقدميهما إليه هدية عندما يأتي .

ثم قالت الجدة العجوز لم أنس ذلك الوجه أبدا من خمسين سنة .

كيف أنسى هذا الوجه وأشارت إلى الأستاذ عاصم .

لم يتمالك الأستاذ عاصم نفسه ،

وانهمرت دموعه بغزارة .

هرولت العجوز إلى الغرفة المجاورة وأحضرت الجوربين والقفازين .

وقالت للأستاذ عاصم هيا البسهما الآن يابني …

إنها هديتك ستحميك إن شاء الله من البرد مثل ما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

هذه هديتك من رسول الله

لقد انتظرت قدومك طويلا” خمسين عاما يا ولدي .

أخذ الأستاذ هديته ولبسها وقد غمرته السعادة والبشر .

وازداد يقينه وامتلأ قلبه بالسعادة والإيمان والثقة واليقين بنجاح مهمته وتحقق هدفه فما عاد يشعر بالبرد ولا بالتعب ولا بالغربة .

أحس بدفء الرسالة السامية وشرف وعظم الأمانة التي يؤديها واستشعر الرضى النبوي الكريم .

والعناية والرعاية والمعية الإلهية .

 

“منقول  “

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net
موقع الرسالة العربية