وقال خبراء إن الرياح الشمسية التي تنطلق من الشمس أصابت الأرض أخيرا، حيث كان الكوكب في خضم عاصفة شمسية. وذُهل المتنبئون الفلكيون بالجسيمات الشمسية “غير المتوقعة”، التي شقت طريقها عبر رحلة 150 مليون كم من الشمس إلى الأرض.

وأوضح الباحثون أن الرياح الشمسية تقصف الأرض بسرعة 450 كم في الثانية، أو مليون و620 ألف كم في الساعة.

وقال موقع طقس الفضاء الإلكتروني (Space Weather): “تدفق تيار غير متوقع من الرياح الشمسية حول الأرض في 8 أبريل. إن سرعة التيار عالية بشكل معتدل فقط (~ 450 كم/ثانية)، ولكنها تحتوي على حقول مغناطيسية باتجاه الجنوب، يمكنها فتح شقوق في الغلاف المغناطيسي للأرض. ويجب أن يتنبه مراقبو السماء في القطب الشمالي للشفق الممزوج بشفق الربيع”.

صورة أرشيفية

ويحدث الشفق القطبي، الذي يشمل الأضواء الشمالية والأضواء الجنوبية، عندما تضرب جزيئات الطاقة الشمسية الغلاف الجوي.

ومع قصف الرياح المغناطيسية للغلاف المغناطيسي، يمكن أن تظهر الأضواء الزرقاء المذهلة لأن هذه الطبقة من الغلاف الجوي تحرف الجسيمات.

ومع ذلك، لاحظ الباحثون أيضا عواقب عاصفة شمسية وطقس فضائي، يمكن أن تمتد إلى ما وراء الأضواء الشمالية أو الجنوبية.

وبالنسبة للجزء الأكبر، يحمي المجال المغناطيسي للأرض البشر من وابل الإشعاع، الذي يأتي من البقع الشمسية، ولكن العواصف الشمسية يمكن أن تؤثر على التكنولوجيا القائمة على الأقمار الصناعية.

ويمكن للرياح الشمسية أن تسخن الغلاف الجوي الخارجي للأرض، ما يتسبب في تمدده. وقد يؤثر ذلك على الأقمار الصناعية في المدار، ما قد يؤدي إلى نقص في نظام الملاحة GPS وإشارة الهاتف المحمول.

وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي زيادة الجسيمات إلى تيارات عالية في الغلاف المغناطيسي، والتي يمكن أن تؤدي إلى كهرباء أعلى من المعتاد في خطوط الطاقة، ما يؤدي إلى انفجار المحولات الكهربائية والمحطات وفقدان الطاقة.

صورة تعبيرية

ونادرا ما يقع حدث مثل هذا، مع وقوع أكبر عاصفة شمسية تشل التكنولوجيا في عام 1859، عندما كان ارتفاع الكهرباء خلال ما يعرف الآن باسم حدث Carrington، قويا جدا لدرجة أن أنظمة التلغراف انهارت في جميع أنحاء أوروبا.

وهناك أيضا تقارير تفيد بأن بعض المباني اشتعلت فيها النيران، نتيجة زيادة التيار الكهربائي. ومع ذلك، وجدت دراسة حديثة أن هذه العواصف الشمسية تحدث كل 25 عاما في المتوسط.

وحلل بحث من جامعة Warwick ومسح أنتاركتيكا البريطاني، آخر 14 دورة شمسية يعود تاريخها إلى 150 عاما.

وأظهر التحليل أن العواصف المغناطيسية “الشديدة” حدثت في 42 من أصل 150 عاما الماضية، وحدثت العواصف الفائقة “العظيمة” في 6 سنوات من 150. وقال الباحثون إنه إذا ضربت الأرض، لكان بإمكانها التسبب بانهيار التكنولوجيا على كوكبنا.

وقالت الكاتبة الرئيسية البروفيسورة ساندرا تشابمان، من مركز الانصهار والفضاء والفيزياء الفلكية بجامعة Warwick : “هذه العواصف الخارقة أحداث نادرة. ولكن تقدير فرص حدوثها هو جزء مهم من تخطيط مستوى التخفيف المطلوب لحماية البنية التحتية الوطنية الحيوية”.