كتب / رضا اللبان
يُروى أن عندما اجتاح المغول مدينة بخارى إحدى بلاد خراسان المسلمة عجزوا عن اقتحامها فكتب جنكيز خان لأهل المدينة أن من سلم لنا سلاحه ووقف ف صفنا فهو آمن ومن رفض التسليم فلا يلومن إلا نفسه…
فانشق صف المسلمين إلى صفين اثنين:
فمنهم رافض له فقالوا: لو استطاعوا غزونا لما طالبوا التفاوض معنا، فهي إحدى الحسنيين إما نصر من الله يسر به الموحدون وإما شهادة نغيظ بها العدو.
أما الصنف الثاني فجبن عن اللقاء وقال:
نريد حقن الدماء ولا طاقة لنا بقتالهم ألا ترون عددهم وعدتهم؟!
فكتب جنكيز خان لمن وافق على الرضوخ والتسليم أن أعينونا على قتال من رفض منكم ونولكم بعدهم أمر بلدكم.
فاغتر هؤلاء الحمقى الخونة بكلامه رغبا ورهبا من بطشهم فنزلوا لأمره.
ودارت رحى الحرب بين الطرفين
طرف دافع عن ثبات مبادئه حتى قضى نحبه وطرف وضيع باع نفسه للتتار فسيره عبدا من عبيده، وفي النهاية انتصر طرف التسليم والعمالة..
ولكن كانت الصدمة الكبرى!!
أن التتار سحبوا منهم السلاح وأمروا بذبحهم كالنعاج وقال جنكيز مقولته المشهورة:
لو كان يؤمن جانبهم لما غدروا بإخوانهم من أجلنا ونحن الغرباء!
من لا يقرأ التاريخ سيُلدغ من نفس الجحر الف مرة ولا شك.